تحية وبعد،
نبعث إليك بهذه الرسالة لقلقنا الشديد من مخطط ضم أجزاء من الضفة الغربية. كخبراء في مجال البيئة، ونظرًا لخبرتنا الطويلة في التعاون البيئي العابر للحدود، نخشى أنّ يسفر ضمّ أجزاء من الضفة الغربية عن آثار هدامة على العديد من المجالات، من بينها قدرتنا على حماية الموارد الطبيعيّة لدولة إسرائيل وقدرتنا على تعزيز صمودها وثباتها أمام التغييرات المناخية.
لقد تخرّج من معهد وادي عربة أكثر من 1,400 طالبًا إسرائيليًا، فلسطينيًا، أردنيًا ومن بلدان أخرى في العالم، الذين شاركوا في برنامجنا الأكاديمي في كيبوتس كيتورا في جنوب وادي عربة. نعمل على تطوير حلول مستدامة لإنتاج الغذاء، إدارة الصرف الصحي، مياه الشرب والطاقة المتجددة في المجتمعية الريفية في النقب، الضفة الغربية، غزة وجنوب الأردن. يحافظ علماؤنا على تواصل مستمر مع زملائهم الأردنيين والفلسطينيين، يتبادلون المعرفة، يتعاونون في إطار أبحاث علمية ويبنون جسورًا من الثقة. نعتقد أنّ ضم هذه الأجزاء سيضرّ بالنشاط المهم الذي يقوم به العلماء، علماء البيئة وآخرون من كلا الجانبين، الدؤوبين على تعزيز التعاون والعمل المشترك في ظل الصراع المستمر والضغوطات البيئية المتزايدة.
في السنوات الأخيرة، مع انطلاق منتدى الدبلوماسية البيئية- الذي يهدف إلى تعزيز الاتفاقيات العابرة للحدود في القضايا البيئية بين إسرائيل، السلطة الفلسطينية والأردن- نجحنا في تجنيد شركاء دبلوماسيين من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، ومن مؤسسات دولية مثل جامعة أوكسفورد، بهدف إنشاء تعاون بيئي عابر للحدود ومن أجل بناء السلام. بالرغم من الانتفاضات السابقة، الحروب وتبادل إطلاق النار مع غزة- يحاول معهد وادي عربة الحفاظ على بصيص أمل.
نخشى في معهد وادي عربة أن تؤدي قرارات الحكومة الجديدة إلى إضعاف قدرتنا نحن، ومنظمات السلام الأخرى في المنطقة، على متابعة عملنا المهم مع شركائنا الفلسطينيين والأردنيين. عملنا هذا ليس جزءًا من الطيف اليميني/اليساري للسياسة، ويحظى بدعم حكومات إسرائيل المتتالية. نحن مفوّضو الكرة الأرضية وسكانها.
نعرف أنّ رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يحظى بدعم الأغلبية لتمرير قانون الضم، حتى بدون دعم كاحول- لاﭬان. ولكن ذلك لا يعفيك من المسؤولية حيال آثار هذا الدعم. لقد دفعت بحزبك نحو هذا الائتلاف، لذلك نطلب منك وقف تنفيذ مخطط ضم أجزاء من الضفة الغربية، لإعطاء فرصة للسلام بواسطة حل الدولتين، ومن أجل مستقبل دولة إسرائيل.
مع خالص الاحترام،